ولا تقبل توبة المضطر وقت النزاع، قال سبحانه وتعالى: ?يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا?[الفرقان: 22]، أي حراما محرما. وقال سبحانه: ?وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما?[النساء: 18].
وهي مكفرة للمعاصي مطلقا بالإجماع، لقوله تعالى: ?وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا أي أخلص التوبة ولم يشبها بشائبة ثم اهتدى?[طه: 82]، أي ثم استمر عليها، وغير ذلك من الآيات. ويبدل الله مكان السيئات حسنات، لقوله تعالى: ?إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما?[الفرقان: 70]، فإن قلت: فما معنى تبديل السيئات حسنات؟ لأنه يؤدي على الظاهر أن المرتكب للمعاصي الكثيرة إذا تاب كانت حسناته أكثر ممن تاب من معاص قليله. قلت: ليس التفسير هذا، وإنما المراد: أن الله بالتوبة يبدلهم عن الكفر والعصيان الطاعة والتقوى والإيمان، وهذه حسنات قطعا. وقيل: يبدل الزاني العفة بالتوبة، وقتل المشركين عن قتل المسلمين، ونحو ذلك.
পৃষ্ঠা ৩৮