فصل [في النقائص والآلام]
وجميع النقائص والآلام النازلة بالمكلفين وغيرهم،كلها من الله سبحانه وتعالى، حسنة لا قبح فيها ولا ظلم، وفيها مصالح أحاط علمه بها فلمن نزلت بهم من المؤمنين عوض، يقضي بذلك عدل الله وحكمته واعتبار أيضا، وليعلم الله الصابرين وغيرهم، ولأجل التمحيص الذي يزيد المؤمن ثباتا في إيمانه، والإلتجاء بالدعاء إلى الله، والتضرع بين يديه، وإخلاص التوبة، والإقرار بالضعف، وهو في الشاهد، كتأديب الوالد الشفيق لولده لإرادة الخير له، فكل عاقل يعرف حسن ذلك من الأب، مع أن الله سبحانه من فضله وعد الصابرين صبرا جميلا أجرا جزيلا، قال سبحانه: ?إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب?[الزمر: 10]، مع تفضله سبحانه بحط الصغائر بذلك كما يغفرها بالحسنات: ?إن الحسنات يذهبن السيئات?[هود: 114].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (( من وعك ليلة كفر الله عنه ذنوب سنة )).
وفي (نهج البلاغة) لأمير المؤمنين عليه السلام: (( جعل الله ما تجد من شكواك حطا لسيئاتك، فإن المرض لا أجر فيه، لكنه يحط السيئات، ويحتها حت الأوراق، وإنما الأجر في القول باللسان، والعمل بالأيدي والأقدام، وإن الله ليدخل بالنية والسريرة الصالحة من شاء من عباده الجنة )).
পৃষ্ঠা ২৬