فصل [في تكليف مالايطاق]
والله سبحانه وتعالى لا يكلف عباده ما لا يطيقونه؛ لأن قبح ذلك معلوم بضرورة العقل، وقد ثبت بالدليل القطعي أن الله سبحانه لا يفعل القبيح، وهو القائل في محكم كتابه: ?لا يكلف الله نفسا إلا وسعها?[البقرة: 286]، ?لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها?[الطلاق: 7]، ?فاتقوا الله ما استطعتم?[التغابن: 16]، ?ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا?[آل عمران: 97].
وقال رسول الله الصادق الأمين، الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله وسلم: (( إذا أمرتم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )) ، وقال في الأنصاري الذي شبكته الريح فسأله عن الصلاة: (( إن استطعتم أن تجلسوه فأجلسوه ))، وقال فيه: (( وإن لم يستطع أن يقرأ القرآن فاقرأوا عنده )) ، وجوابه للحامل والمرضع وصاحب العطش في الصيام: بأن يفطروا، ومتى أطاقوا فليقضوا.
وهذه مسألة لولا مكابرة أهل العناد، ومن لم ينزه رب العباد، لم يحتج أهل العدل عليها إلى الإستدلال، مع العلم بعدل الله ذي الجلال.
পৃষ্ঠা ২১