أما كونهم خصماء الرحمن، فلأنهم المخاصمون للرحمن، فإذا احتج يوم القيامة على العصاة وعلموا أنهم أتوا من قبل أنفسهم وأنه ليس لهم ظالما، قام المجبرة فردوا عليه وقالوا: أنت الذي خلقت فيهم العصيان، وأمرتهم وخاطبتهم بما لا قدرة لهم عليه، وهو الطاعة، ثم أخذت الآن تعاقبهم على فعلك وتوبخهم عليه.
وأما كونهم شهداء الزور، فإن الله سبحانه وتعالى إذا سأل الشياطين: لم أضللتم العباد وأغويتموهم؟ قالوا: أنت الذي أضللتهم وأغويتهم. ثم لا يجدون من يشهد لهم إلا المجبرة دون سائر الأمم. وأما كونهم جنود إبليس، فإنهم الذين يتعصبون لإبليس، ويحتجون له على مقالته: ?رب بما أغويتني?[الحجر: 39] ويقولون: إنه غير مستحق للذم والبراءة؛ لأنه لا فعل له، بل الله المضل له والمغوي، وهذا الوصف كل يدفعه عن نفسه.
وطريق الإنصاف: أن من وجدت فيه هذه الأوصاف فهو المستحق لهذا الاسم، والله أعلم.
পৃষ্ঠা ২০