63- وسألت عن قول الله سبحانه: { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت
بخير منها أو مثلها } . قلت: فإن قال القائل: أهو بعض القرآن خير من بعض ما تقول له؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: المعنى في ذلك أنه يقول عز وجل خير لكم فهيا تخفيف لكم به خصه، وليس بعضه خير من بعض بل كله في الفضل والشرف والقدر عند الله عز وجل سواء.
64- وسألت عن قول الله عز وجل: { إن الله لا يحب الفرحين } .
فقلت: ما معنى هذا والأنبياء صلوات الله عليهم والأئمة عليهم السلام والصالحون يفرحون؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: إنما عنى بالفرح في هذا الموضع البطر والأشر، وأن يفرحوا ولا يشكروا.
65- وسألت عن قوله عز وجل في قصة قارون: { ولا تنس نصيبك من
الدنيا } . فقلت: كيف جاز أن يوصوه بالدنيا وهم يعظونه وكان هو أشد في طلب الدنيا وأحرص عليها منهم وأشد رغبة فيها؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليه: إن قومه لم يأمروه بطلب الدنيا والحرص عليها، وإنما ذكروه إنها طريق إلى الآخرة، فأمروه أن لا يذهب عمره في معصية الله عز وجل، لأن الدنيا فيها تكتسب الجنة، وقد سمعت قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه حيث سمع الرجل الذي ذم عنده الدنيا، فصرخ به ثم قال:( الدنيا موضع صدق لمن صدقها )، مع كلام اختصرناه قد سمعته.
66- وسألت عن قول الله عز وجل: { ثم استوى على العرش } . فقلت:
كيف مجاز الاستواء في التوحيد، وما معناه؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: الاستواء هاهنا هو الاستيلاء، والعرش فهو الملك معروف ذلك في لغة العرب، وأشعارها من ذلك قول زهير بن أبي سلمى حيث يقول:
تدار كتما عبسا وقد ثل عرشها ... وذبيان إذ زلت بأقدامها النعل
পৃষ্ঠা ৩৯