[وسألت عن قوله عز وجل: { بل يداه مبسوطتان نيفق كيف يشاء }]
وفيه شواهد كثيرة وكلام يطول، ولجدي القاسم بن إبراهيم عليه السلام في العرش والكرسي كتاب بليغ اجتزينا عن التطويل في جوابك هذا، فأنظر فيه إن شاء الله.
67- وسألت عن قوله عز وجل: { بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء } . فقلت: ما معنى ذلك؟
قال أحمد بن يحيى عليه السلام: معنى قوله: { يداه مبسوطتان } . يعني نعمتاه نعمته في الدين ونعمته في الدنيا، وكذلك قوله: { خلقت بيده } . وقوله: { عملت أيدينا أنعاما } . يقول: ما توليته بنفسي، والعرب تقول لمن تخاطبه في عنقك يا فلان لي يد يعني نعمة، لا أن في عقنه له يد لازمة بكف وأصابع، وقد قال الله سبحانه: { وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم } . فهل يجوز في العقول أن للمؤمنين عند الله عز وجل قدم مطروحة بعقب وأصابع، هذا ما لا يجوز في العقول ولا يتوهمه مسلم، وقد قال الشاعر في نحو ذلك:
تحملت من اسما ما ليس لي به ... ولا للجبال الراسيات يدان
والجبال ليس لها أيدي، فجاز هذا في لغة العرب، وإنما خاطبهم الله عز وجل بلغتهم التي بلغتهم التي يعرفون، وإنما جاء الهلاك في الدين والترك للتوحيد من جهل الخلق باللغة العربية.
ألا ترى أن العرب تقول ما زلنا نطأ السماء حتى وصلنا إليكم من مسيرة أيام كثيرة، وهذا الكلام عند من لا يفهمه غير جائز أن يكون أجد يطأ السماء وهو عند العرب وأهل المعرفة صحيح جائز، لأنهم يعنون بالسماء هاهنا الغيث أي لم يزالوا يطئونه حتى بلغوا إلى أصحابهم، وقال الشاعر في نحو ذلك:
وكأن نفحته وطيب نسيمه ... غب السماء صريمة مقفار قال: غب السماء يعني به ثانية الغيث، أي اليوم الثاني من الغيث.
পৃষ্ঠা ৪০