ضلاله وكيف استحسنوا لأنفسهم ان يرووا مثل هذه الأخبار الصحاح ثم ينكروا على الفرقة المعروفة بالرافضة ما أقروا لهم بأعظم منه وزكوهم فيه وكيف يرغب ذو بصيرة في اتباع هؤلاء الأربعة المذاهب وقد بلغوا إلى هذه الغايات من المناقضات واضطراب المقالات والروايات.
المقدمة الثالثة
في تقسيم الصحابي بحسب الرد والقبول إلى مردود ومقبول اعلم: ان الصحابي لا يخلو من أن يكون اسلامه مسبوقا بكفر كما هو غالب الوقوع أو لم يكن مسبوقا بكفر بل نشأ على الفطرة الإسلامية وهو قليل كأمير المؤمنين عليه السلام والسبطين من المقبولين وعبد الله بن الزبير من المردودين وكل من القسمين اما ان يكون كثير الصحبة والملازمة للنبي صلى الله عليه وآله أولا فان كان كثير الصحبة فلا يخلو من أن يكون سمع النص الجلي في شأن أمير المؤمنين أو لم يسمع والذي سمع لا يخلو من أن يكون عمل بمقتضى النص ولم يخالف كالمقداد وسلمان وأبي ذر (رض) أو لم يعلم والأول مقبول قطعا والثاني أما أن يكون عدم علمه بمقتضى النص عنادا واستكبارا أو أكراها وإجبارا الأول ان كان مسلما فطريا فهو عند بعض الشيعة مرتد فطري لا تقبل له توبة ولا تغفر له حوبة وأن لم يكن مسلما فطريا فان استبصر ثانيا ورجع إلى العمل بمقتضى النص فهو مقبول والا كان مرتدا غير فطري وكان مردودا وتقبل توبته ثانيا ومن ترك العمل بمقتضى النص عن اكراه مقبول مع تحقق شرائط العدالة فيه والذي لم يسمع النص لا يخلو من أن يكون اعتمد على دليل آخر غير النص في أن الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله هو أمير المؤمنين " ع " من غير فصل وأعتقد ذلك اعتقادا جزما ولم تعترضه شبهة يجوز معها صحة خلافة غيره ومتابعته أو لم يعتقد ذلك بل كان صاحب شبهة
পৃষ্ঠা ৩২