البخاري من مسند انس بن مالك عن الزهري قال دخلت على انس بن مالك بدمشق وهو يبكى فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت الا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت، وفى حديث آخر منه ما أعرف شيئا مما كان على عهد رسول الله قبل الصلاة قال أليس صنعتم ما صنعتم فيها ومن ذلك ما رووه أيضا في الجمع بين الصحيحين للحميدي أيضا في الحديث السادس بعد الثلثمائة من المتفق عليه من مسند أبي هريرة قال عن النبي صلى الله عليه وآله في أواخر الحديث المذكور ان مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهي الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فذلك مثلي ومثلكم انا آخذ بحجزتكم عن النار فتغلبوني وتقتحمون فيها .
قال السيد ره هذه بعض أحاديثهم الصحاح فيما ذكروه عن بعض صحابة نبيهم وما يقع منهم بعد وفاته فإذا كان شهد نبيهم على جماعة من أصحابه بالضلال والهلاك وانهم ممن كان يحسن ظنه بهم في حياته ولولا حسن ظنه بهم ما قال أي رب أصحابي ثم يكون ضلالهم قد بلغ إلى حد لا تقبل شفاعة نبيهم فيهم ويختلجون دونه وتارة يبلغ غضب نبيهم عليهم إلى أن يقول سحقا سحقا وتارة يقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم وتارة يشهد عليهم أبو الدرداء وأنس ابن مالك وهما من أعيان الصحابة عندهم بأنه ما بقى من شريعة محمد صلى الله عليه وآله الا الاجتماع في الصلاة ثم يقول أنس قد ضيعوا الصلاة وتارة يشهد على قوم من أصحابه يشفق عليه ويأخذ بحجزتهم عن النار وينهاهم مرارا بلسان الحال والمقال فيغلبونه ويسقطون فيها وقد تضمن كتابهم وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا نعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين فكيف ينبغي ان يجوز لمسلم ان يرد شهادة الله وشهادة رسوله بضلال كثير من صحابة نبيهم وهل يرد ذلك من المسلمين الا ممن هو شاك في قول الله تعالى وقول النبي أو مكابر للعيان وكيف يلام أو يذم من صدق الله ورسوله في ذم بعض أصحابه أو اعتقاد
পৃষ্ঠা ৩১