والموحدة سبعة أفخاذ وهم : القدرية والمرجئة والمارقة والأباضية والشيعة والمشبهة والمجسمة . فنص رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على ثلاث منها لا مطمع فيها فكفينا المؤنة .
وطائفتان ظاهر فحشهما وفحش ما جاءتا به عند كل أحد يعقل ، لا يحتاج إلى التنبيه إلى سوء ما أتوا به .
وبقي فخذان في إحداهما الحق ( 2 ) ، والأخرى لاحقة بأصحابها الأولى وقد تلبسوا بالدين قليلا
وهم : السنية ولحقوا بإخوانهم المرجئة في الحال والمجال والمآل .
ولنرجع إلى التنبيه على سوء مذاهبهم وزيغهم عن الحق . والله الموفق للصواب
أما القدرية : فزعموا أن أفعالهم خلق لهم لم يخلقها الله ، فلله خلق ولهم خلق بعد قول الله تعالى : ( ألا له الخلق والأمر ) وقالوا هم أيضا : لنا الخلق والأمر ، وإن شئتم والنهي . قال الله - عز وجل - : ( هل من خالق غير الله ) .. فأفحم به المشركين .
وقالت القدرية : بل نحن الخالقون لأفعالنا ، لبسوا بقول الله - عز وجل - : ( أتخلقون إفكا ) وقوله ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني ) . فمن له الاسم والفعل أولى ممن استعير له الفعل ، وإن ربك هو خلقه العليم ، فناهبوا الله تعالى في خلقه ونازعوه في اسمه ، وذهبوا ببعض خلقه بل بأفضله الإيمان والتوحيد ، وجعلوا له شركاء فيما آتاهم ، فتعالى عما يشركون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، حسبهم قول رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لهم ولإخوانهم المرجئة : (( القدرية مجوس هذه الأمة )) لادعائهم الخروج من النار كقول اليهود ( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ) وقوله : (( لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا : القدرية والمرجئة )) .
পৃষ্ঠা ৩৮