فعلي عليه السلام يكون في توليته عبدالرحمن بهذه الصفة التي يرويها الزهري قد جازف في أمر عظيم، وذلك لا يليق بحكمة علي وثباته على الحق.
فهذه نكارة من جهة ثالثة فجهات النكارة في هذه الرواية ثلاث.
الباعث على وضع هذه الرواية
هو الباعث على ما قبلها من الروايات المتضمنة لتصغير شأن علي عليه السلام وتضعيف رأيه وإيهام حرصه على الولاية في حين أن غيره أحق بها.
فالزهري متهم بها لما في روايتها وأمثالها من رفع درجته عند النواصب وشيعتهم، وخصوصا هذه الرواية التي تذكر أن الناس لم يكونوا يعدلون بعثمان، أي لا عليا ولا غيره من أهل الشورى!
فهي رواية مرغوبة جدا عند الأمويين؛ لأن عثمان منهم، وعند جميع العثمانية الذين يفضلون عثمان، ولأنهم يكرهون عليا ويحبون تنقيصه، فهي مما يدعو إليه حب الشرف عند ملوك الأموية والعثمانية؛ لأنها تنصرهم وتقوي أمرهم بما فيها من نصرة سلفهم وتوهين مذهب الشيعة.
صفحة ٤٨