ذكر الخطبة الأولى التي خطب بها الخليفة
أحمده على الشراء والضراء واستنصره على دفع الأعداء وأشهد أن لا اله الا هو وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه نجوم الاهتداء وأئمة الاقتداء الأربعة الخلفاء وعلى العباس عمه وكاشف غمه أبي السادة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وعلى بقية الصحابة والتابعين باحسان إلى يوم الدين أيها الناس اعلموا أن الإمامة فرض من فروض الاسلام والجهاد محتوم على جميع الأنام ولا يقوم علم الجهاد الا باجتماع كلمة العباد ولا سبيت الحرم الا بانتهاك المحارم ولا سفكت الدماء الا بارتكاب المأثم فلو شاهدتم أعداء الاسلام حين دخلوا دار والسلام واستباحوا الدماء والأموال وقتلوا الرجال والأبطال والأطفال وهتكوا حرم الخلافة والحريم وأذاقوا من استبقوا العذاب الأليم فارتفعت الأصوات بالبكاء والعويل وعلت الضجات من هول ذلك اليوم الطويل فكم من شيخ خضبت شيبته بدمائه وكم طفل بكى فلم يرحم لبكائه فشمروا عن ساق الاجتهاد في احياء فرض الجهاد واتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق ش فيه فأولائك هم المفلحون فلم يبق معذرة في القعود عن أعداء الدين والمحاماة عن
المجاهد المرابط ركن الدنيا والدين قد قام بنصر الامامة عند قلة الانصار وشرد جيوش الكفر بعد أن جاسوا خلال الديار فاصبحت البيعة باهتمامه منتظمة العقود والدولة العباسية به متكاثرة الجنود فبادروا عباد الله إلى شكر هذه النعمة وأخلصوا نياتكم تنصروا وقاتلوا اولياء الشيطان تظفروا ولا يروعنكم ما جرى فالحرب سجال والعاقبة للمتقين والدهر يومان والآخر للمؤمنين جمع الله على التقوى أمركم وأعز بالايمان نصر كم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
صفحة ٧٩