...وأصل اللفظة : الشيء المنصوب الذي يقصده من رآه ، فمن الأصنام ما نصبه الشيطان للناس من شجرة أو عمود أو قبر وغير ذلك ، والواجب هدم ذلك كله ومحو أثره ، كما أن عمر رضي الله تعالى عنه لما بلغه أن الناس ينتابون الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم أرسل فقطعها فإذا كان عمر رضي الله عنه فعل ذلك بالشجرة التي بايع تحتها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرها الله تعالى في القرآن حيث قال { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } فما حكمه فيما عداها من هذه الأنصاب التي قد عظمت الفتنة بها واشتدت البلية بسببها .
...وأبلغ من ذلك أنه عليه السلام هدم مسجد الضرار ففي هذا دليل على هدم ما هو أعظم فسادا منه ، كالمساجد المبنية على القبور فإن حكم الإسلام فيها أن تهدم حتى تسوى بالأرض .
...وكذلك القباب التي بنيت على القبور يجب هدمها لأنها أسست على معصية الرسول صلى الله عليه وسلم وكل بناء أسس على معصيته ومخالفته فهو أولى بالهدم من مسجد الضرار لأنه عليه السلام نهى عن البناء على القبور ، ولعن المتخذين عليها مساجد وأمر بهدم القبور المشرفة وتسويتها بالأرض .
...فيجب المبادرة والمسارعة إلى هدم ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعن فاعله ، وكذلك يجب إزالة كل قنديل وسراج وشمع أوقدت على القبور ، فإن فاعل ذلك ملعون بلعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله تعالى يقيم لدينه ولسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من ينصرهما ويذب عنهما .
...قال الإمام أبو بكر الطرطوشي : انظروا رحمكم الله تعالى أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمونها ويرجون البرء والشفاء من قبلها ويضربون بها المسامير والخرق فهي ذات أنواط فاقطعوها .
صفحة ٣٨