جعفر الحسني من أهل البدو، وكان يعترض الحجّاج، فيطالبهم بالخفارة، وكان رجلٌ يعرف بأبي الحسن بن شاذان السيرافي يظهر الإسلام، فإذا أمن كاشف بالإلحاد، وكان خليعًا ماجنًا. فحجّ بعض الأمراء، فأظهر ابن شاذان أنّه يريد الحجٌ، فاعترض القافلة أبو جعفر الحسنيُّ، فقال أبو الحسن لأمير الحاج: أنفذني إليه؛ قال: أي شيءٍ تقول له؟ قال: أقول له: نحن قومٌ من فارس وغيرها، لا نسب لنا في العرب ولا رغبةَ، جاء أبوك إلينا، فضرب أدمغتنا، وقال: حجوا هذا البيت، فأطعناه، وجئنا؛ وجئت أنت تمنعنا، فإن كان قد بدا لكم، فالله قد أقالكم؛ فضحك الأمير وبعث غيره.
٢٦٨ - مدح رجلٌ رجلًا اسمه يسيرٌ، فقال:
(ومدح يسيرٍ في البلاد يسيرُ ...)
فقيل له: إنّه لا يعطيك شيئًا، فقال: إذا لم يعطني قلت بيدي هكذا؛ وضمّ أصابعه؛ يعني: إنّه قليلٌ.
٢٦٩ - دخل رجلٌ على الصاحب بن عباد، فقال له الصّاحب: ما الكنية؟ فقال الرّجل:
(وتتّفق الأسماء في اللّفظ والكنى ... كثيرًا ولكن لا تلاقي الخلائق)
٢٧٠ - قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: دخل مطيع بن إيّاس ويحيى بن زيادٍ على حمّاد الرّاوية، فإذا سراجه على ثلاث قصباتٍ،
1 / 125