قد جمع أعلاهن وأسفلهنّ بطينٍ، فقال يحيى: يا حمّاد ﴿إنّك لمسرفٌ مبتذلٌ لحرّ المتاع، فقال له مطيعٌ: ألا تبيع هذه المنارة وتشتري أقل ثمنًا منها، وتنفق علينا وعلى نفسك الباقي؟ فقال له يحيى: ما أحسن ظنّك به﴾ ومن أين له مثل هذه المنارة؟ هذه وديعةٌ أو عاريةٌ؛ فقال مطيعٌ: إنّه لعظيم الأمانة عند الناس ﴿قال يحيى: وعلى عظم أمانته، ما أجهل من يخرج هذه من داره ويأمن عليها غيره؛ فقال مطيعٌ: ما أظنها عاريةً ولا وديعةً، ولكني أظنها مرهونةً عنده على مالٍ، وإلا فمن يخرج مثل هذه من بيته؟ فقال حمادٌ: شرٌّ منكما من يدخلكما إلى بيته.
٢٧١ - قال أبو عبد الله ابن الأعرابي: كنت جالسًا بالكوفة، فرأيت أعمى قد وقف بنخاس، فقال: يا نخّاس﴾ أطلب لي حمارًا ليس بالكبير المشتهر، ولا الصغير المحتقر؛ إن خلا الطريق تدفق، وإن كثر الزحام ترفق؛ لا يصادم بي السواري، ولا يدخلني تحت البواري؛ إذا أقللت علفه صبر، وإذا أكثرته له شكر؛ إن ركبته هام، وإن ركبه غيري قام؛ قال له النّخّاس: يا عبد الله! إن مسخ القاضي حمارًا ظفرت بحاجتك.
٢٧٢ - قال مجالدٌ: قال الشعبيّ: اخرج بنا نخلو؛ فخرجنا إلى الصحراء، فمرّ به عبادي، فقال له الشعبي: إيش تعالج؟ قال: الرفو؛ فقال له: عندي دنّ مشقوق، ترفوه لي؟ فقال: إن
1 / 126