٢٦٥ - وقال عبد الله بن مسلمٍ: دخل أبو علقمة النّحوي على أعين الطبيب، فقال له: أمتع الله بك، إنّي أكلت من لحوم هذه الجوازل، فطسأت طسأة، فأصابني وجعٌ من الوالبة إلى دأية العنق، فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الخلب والشراسيف، فهل عندك دواء؟ فقال أعين: خذ حرقفًا وسلقفًا، فزهزقه وزقزقه، واغسله بماء روثٍ واشربه؛ فقال أبو علقمة: لم أفهم عنك ﴿فقال أعين: أفهمتك كما أفهمتني.
٢٦٦ - قال صالح بن شابور: كان محمد بن الحسن الجرجاني يتقعّر ويطلب التّعمق في الكلام مع كل أحدٍ، فدخل الحمّام يومًا، فقال للقيم: أين الحديدة التي يمتلخ بها الطوطوة من الأخفيق؟ فصفع القيم قفاه بجلد النّورة وهرب، فلمّا انصرف من الحمام، أنفذ من حمله إلى صاحب الشرطة، فحبس، فكتب إليه من الحبس: أيّها الأستاذ﴾ قد أبرمني المحبسون بالمسألة عن السبب الذي حبست له؛ فإمّا أطلقتني وإمّا أعرفهم؛ فبعث من أطلقه، فاتّصل الخبر بالفتح، فحدّث المتوكل، فضحك ضحكًا عجيبًا، وقال: هذا والله ظريفٌ مليحٌ، يجب أن نغنيه عن الخدمة في الحمّام؛ فوهب له مئتي دينار.
٢٦٧ - عن عليّ بن المحسن التنوخيّ، عن أبيه، قال: كان أبو
1 / 124