============================================================
غير أن نظام الملك يقول إن الداعية الإسماعيلي غياث في فترة إقامته في الري ألف كتابا باسم "البيان" ، ذكر فيه معاني الصلاة والصوم وألفاظ الشرع، على نحو الغاز ومعميات. ثم دخل في مناظرة أهل السنة. وشاع في قم وقاشان وآبه هذا ال الخبر: لقد ظهر في قرية كلين رجل مناظر، يقال له "غياث" ، يبشر بأخبار سارة، ويعلم الناس مذهب أهل البيت. فقصد أهل هذه المدينة غيائا، وأخذوا يتعلمون عليه المذهب، إلى أن لقف الفقيه عبد الله الزعفراني الخبر، وعرف أن المذهب بدعة، وألب أهل الري على غياث، ففر إلى خراسان"(1).
لا نعرف متى حصلت هذه الحادثة بالضبط . لكني أرجح أن خروج غياث من خراسان إلى الري حصل سنة 306، وبالتأكيد احتاج إلى بعض الوقت لتنظيم شؤون الدعوة الإسماعيلية في الري. والأرجح أن هروبه من الري إلى خراسان كان سنة 310، لأنه الري كانث ما زالت في أيدي العباسيين. ولا بد أنه كان قدا سمع باعتقال الحلاج قبل سنة في بغداد.
يرى بعض الباحثين أن الرازي استوحى "كتاب البيان" ، واعتمد عليه . يقول بول ووكر: "إن كتاب الزينة يشبه شبها كبيرا كتاب البيان لسلفه غياث"(2) . والحال أن سياق الوقائع يدعو إلى قلب هذا الإجراء رأسا على عقب، أي أن يكون غياث ن فسه قد استوحى كتاب "الزينة" ، فتناول مصطلحاته بعينها ولكن على مستوى الباطن، بحسب الطريقة الإسماعيلية في تأويل الظواهر اللغوية وتحويلها إلىا أسماء أشخاص ووقائع. وهذا ما استفز الفقيه السني عبد الله الزعفراني، فألب عليه العامة. ومما يؤكد هذا أننا نجد المصادر الإسماعيلية نفسها لا تعرف شيئا عن كتاب "البيان" ، في حين اشتهر كتاب"الزينة" في جميع البيئات اللغوية، سنية أو شيعية، ولكن بعد إحداث تغيير في اسم مؤلفه. فقد نسبه صاحب "العباب الزاخر" إلى أبي حاتم السجستاني(3)، واكتفى السيوطي بقبوله تحت اسم "أبي (1) نظام الملك: سياست نامه، الترجمة العربية، ص 250.
(2) 4dddaa, 2d6 2a21r 0dadad,0bdb4d add8da, 0 51 (3) الصاغاني: العباب الزاخر 7/1.
صفحة ١٨