وعلى الرغم من إرسال الحسن بن سهل له فإنه لم يستجب، ولم يرجع، فكتب الحسن إلى أخيه الفضل:" لو مثل هرثمة بين يدى المأمون فسوف يؤلبه علينا" وحينما قرأ الفضل تلك الرسالة استعد وشرح مساوئ هرثمة أمام المأمون، كما بين عصيانه وعدم امتثاله للأمر، فكتب المأمون رسالة إلى هرثمة:" ارجع" فلم يرجع هرثمة، ولم يمتثل للأمر، وبذلك أوقع الفضل الفتنة. ..................
المعتصم بالله 25
وكان أهل سباهان 26 وهمذان وماسبذان 27 قد دخلوا فى دين الخرمى واعتنقوا مذهبه، واجتمع جيش كثيف حول بابك، فأرسل المعتصم إسحاق بن إبراهيم 28 الذى كان أميرا على بغداد لحربهم، فذهب وحارب بابك الخرمى، وقتل من الخرمية ستين ألف رجل، وفر الباقون، واستولى على أرمينية وآذربيجان. وخرج رجل فى الطالقان اسمه محمد بن القاسم بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم، ودعا الناس إلى الرضا من آل محمد 29 واستجاب له قوم كثيرون، فأرسل عبد الله بن طاهر جيشا فهزمهم جميعا، وفر محمد بن القاسم؛ ودفع عبد الله ألفى درهم حتى قبضوا عليه، وأتوا به إليه، فأرسله المعتصم، وأمر المعتصم فسجنوه فى قصر مسرور الكبير، فثقب شيعته سطح القصر وذهبوا به.
وفى هذا الوقت خرج سماق الزط (الجت) 30 مع قومه، واستولوا على البصرة، فأرسل المعتصم عجيف بن عنبسة، فحاربهم سبعة أشهر وهزمهم وقتل الكثير منهم، وأحضر إلى بغداد عشرين ألف رجل منهم، فباعوهم جميعا عبيدا. وانقبض قلب المعتصم من وجوده ببغداد ففكر مع مسرور الخادم، فهداه إلى سامرا، وأمر فبنوها، وأتم نصف هذا البناء الوزير فضل بن مروان. والنصف الآخر (أتمه) محمد بن عبد الملك الزيات، وحينما كمل كان مكانا جميلا مباركا، ويقولون: إنه صرف فى بنائه ألف ألف دينار.
صفحة ١٣٣