أصدرت الست هند في ذات الصباح أوامرها، فجاءت مريم تسأل الطابخة عن العشاء وألوانه فأخبرتها. - والنبيذ؟ - وما غرضك من كل هذا - تتدخلين دائما بما لا يعنيك - روحي إلى شغلك. - دخيلك يا لطيفة أخبريني. - يا لطيف يا ستار! مثل العادة يا بنتي، عرق وسبعلي مر، وقبرصي أصفر، وشمبانيا، خلصيني منك.
فراحت مريم إلى غرفة سيدها فأخذت من مكتبه قلما ودواة، وطلحيتين من الورق الشبيه بالرق الذي يستخدم في المحاكم، واختلت ساعة في حجرتها ولم يدر أحد بما صنعت، وبعد الظهر رتبت المائدة ترتيبا جميلا فوضعت باقة من الورد في إناء على الخوان، وقرنفلتين واحدة حمراء وأخرى بيضاء عند كل صحن، وإلى جنبهما صحيفة مثبة إلى قدح تبدو منه فوطة المائدة كالزنبقة البيضاء، وقد خط في تلك الصحيفة بالخط الكنائسي ما يلي:
قالت الحكماء: «من قل طعامه صح جسمه وصفا قلبه.»
الفاتحة:
سنمورة، قلب أرضي شوكة مكبوس، سلطة بطاطا وبيض، فجل إفرنجي، زيتون شامي، عرق زحلاوي مثلث.
الدور الأول:
شوربة بزلا، سمك مشط بطرطور، بامية خضراء بلحم وأرز مفلفل، نبيذ سبعلي مر.
الدور الثاني:
كبة أرنبية، حجال مقلية ومطرزة بالفطر والبندورة، نبيذ قبرصي أصفر.
الدور الثالث:
صفحة غير معروفة