ومثال السؤال ما الدليل على أن هذه الأجسام محدثة، ومثال الجواب لأنها لم تخل من الأعراض المحدثة، ولم تتقدمها، وما لم يخل من المحدث ولم يتقدمه فهو محدث مثله.
وأما حقيقة المخالف: فهو من ذهب إلى غير ما ذهبت إليه في المسألة، والموافق هو من واقعك في المسألة، وأما الشبهة فهو ما ليس بالدليل وليس بدليل، ومثاله ما يقوله عوام الملحدة أن العالم قديم،؛ لأنا لم نجد بيضة إلا من دجاجة، ولا دجاجة إلا من بيضة، ولا حبة إلا من بقلة ولا بقلة إلا من حبة إلى ما لا نهاية له.
وإذا أردنا أن تخل هذه الشبهة فثلاثة أوجه:
أحدها: أن تقول لهم إن قولكم [17ب] هذا إعتماد على مجدر الوجود والإعتماد على مجرد الوجود لا يصح ألا ترى أنه لا يصح للزنجي أن يقول كل من في الدنيا أسود، لأني لم أر أحدا إلا أسود، والرومي يناقضه لأنه يقول كل من في الدنيا أبيض، لأني لم أر أحدا إلا أبيض.
والوجه الثاني: المعارضة؛ لأنا نقول لستم بأن تستدبوا بما وجدتم أولى من أن نستدل بما وجدنا، فنقول: إنا لم نجد فعلا إلا وله فاعل، ولا وجدنا كناية؛ ولأننا...... فيجب أن يكون للعالم فاعلا.
الوجه الثالث وهو التحقيق: وهو أن نقول الدجاجة والبيضة لا تخلو إما أن تكون قديمين أو محدثين، أو أحدهما قديمة والأخرى محدثة.
فإن قلتم: إنهما قديمان، فقد بطل قولكم لأنكم قد أثبتم أن أحدهما من الأخرى، وإن قلتم هما محدثان فهو الذي نقول، وإن قلتم أحدهما قديمة والأخرى محدثة، فإن كانت الدجاجة هي القديمة، فكيف يصح لكم وقد قلتم لم تجدوا دجاجة إلا من بيضة، وإن قلتم أن الدجاجة محدثة والبيضة قديمة فكيف يصح لكم ذلك مع قولكم لم تجدوا بيضة إلا من دجاجة، فبطل قولكم والحل هو الإبطال، والإبطال هو الحل.
وحقيقة الحل: هو بيان الأعلقة فيما أعتقده الخصم أن بينه وبينه علقة.
وأما الموضع الرابع: وهو في قسمتها فلها قسمتان:
أحدهما:[17ب] بإعتبار وقوعها.
والثاني: بإعتبار وجودها.
صفحة ٣٠