الفائدة الثالثة
أن يكون متمكنا من إرشاد الضالين واستنقاد المبطلين، وإنما يكون متمكنا من ذلك بعلم الأصول وهو أن يعلم المذهب الصحيح ويعلم حجته عليه، ويعلم المذهب الفاسد وينبهه من يتمسك بها ليتمكن من إرشاد الضال بأن يبين له المذهب الصحيح، ويصحح حجته عليه، والمذهب الفاسد وحل شبهته فيه، ولن يتم ذلك إلا بالعلم بتوحيد الله وعدله وحكمته وصدقه ووعده، وقد بينه النبي صلى الله عليه وآله وسلم [ ] بقوله: ((ما أهدى المسلم لأخيه المسلم هدية أفضل من كلمة حكمة سمعها فأنطوى عليها ثم علمه إياه فيزيده الله بها [13ب] هدى أو ترده عن ردى ألا وإنها لتعدل إحياء نفس، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)).
وعنه صلى الله عليه وآله [ ]: أنه قال لعلي عليه السلام: ((يا علي لأن يهدي الله بك من رجل خير لك مما طلعت عليه الشمس)).
الفصل السادس
وأما الفصل السادس وهو في ذكر مسائل الإعتقاد
فقال الشيخ (رحمه الله): اعلم أن الكلام في مسائل الاعتقاد على ما ذكره سيدنا شمس الدين، جمال الإسلام والمسلمين، جعفر بن أحمد بن يحيى (رضوان الله عليه) يتعلق بثمانية فصول، وهذا ترتيب القاضي في التابعة، فذكر الشيخ العقد الذي ذكره القاضي بما جعل الخلاصة شرحا للتابعة، وإذا أردنا الكلام في هذه الجملة تكلمنا في أربعة مواضع:
أحدها: في بيان مسائل الإعتقاد، ولم سميت مسائل الإعتقاد، وحقيقة الإعتقاد، وقسمة الإعتقادات، وحقائق أقسامها وحصرها.
وثانيها: في أعدادها وتعيناتها.
وثالثها: في حقائقها وأمثلتها.
ورابعها: في قسمتها.
أما الموضع الأول: فأعلم أن مسائل الإعتقاد ثلاثون مسألة، عشر في التوحيد، وعشر في العدل، وعشر في الوعد والوعيد، ولا خلاف فيها، وإن أختلفوا في كيفية ترتيبها وإدخال بعضها في بعض، فيكون أقل من ثلثين أوسطها وتفضيلها فيكون أكثر من ذلك.
وأما لم سميت مسائل الإعتقاد؛ فلأن المطلوب منها هو الوصول إلى العلم الذي هو اعتقاد [13ب] مخصوص.
صفحة ٢٤