وأما السنة: فأخبار كثيرة من جملتها ما ورد من الأخبار في فضل آية الكرسي وسورة الإخلاص لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله [ ]: أنه قال: ((ما خلق الله من سماء ولا أرض ولا سهل ولا جبل أعظم من سورة البقرة وأعظم ما فيها آية الكرسي)).
وروي أنه قال: ((من قرأ سورة الإخلاص مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله مرتين فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله)).
قال الزمخشري رحمه الله: وإنما اختصا بهذا الفضل العظيم لما تضمناه من توحيد الله عزوجل، وذلك يدل على فضل الأصول.
ومن ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله [ ]أن رجلا أتاه فقال: يا رسول الله علمني من غرائب العلم إلى آخر الخبر وما بعده من [12ب] الأخبار التي في (الخلاصة) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم [ ]أنه قال: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)).
وعنه صلى الله عليه وآله [ ]:((ما جزاء من أنعم الله عليه بالتوحيد إلا الجنة)).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:[ ] ((كفى بالتوحيد عبادة)).
وأما الإجماع: فإجماع المخلصين أن الأصول أفضل العلم، ولهذا فإن من صنف كتابا فإنه يمدح فيه بذكر معرفة الله تعالى.
وأما مرتبته على سائر العلوم فذكر القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد أن مثل من تعلم الأصول دون الفروع كصحيح البدن قليل الأغذية، ومن تعلم الفروع دون الأصول كسقيم البدن كثير الأغذية، ومن جمع بينهما جمع بين الصحة والغذاء.
وقال قاضي القضاة: من رام الفروع دون الأصول كان كمن قبض على الماء.
وقال الفيقه سليمان بن ناصر: من رام الفروع دون الأصول كان كمن رام أن يعبر البحر بغير سفينة.
صفحة ٢٢