فقدر لي أني ركبت إلى عثمان، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن ابن أبي حذيفة إمام ضلالة كما قد علمت، وأنه انتزى عليه بمصر فدعانا إلى أعطياتنا، فأبيت أن آخذ منه.
قال: قد عجزت إنما هو حقك.
وبعث أمير المؤمنين عثمان سعد بن أبي وقاص إليهم ليصلح أمرهم "
فحدثني محمد بن عبد الوارث بن جرير، قال: حدثنا ياسين بن عبد الأحد بن الليث، قال: حدثني أبي، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، " أن محمد بن أبي حذيفة لما انتزى على عثمان، بعث سعد بن أبي وقاص إلى أهل مصر يعطيهم ما سألوا، فبلغ ذلك ابن أبي حذيفة فخطبهم، ثم قال: ألا إن الكذاب كذا وكذا قد بعث إليكم سعد بن مالك ليقل جماعتكم، ويشتت كلمتكم، ويوقع التخاذل فيكم، فانفروا إليه.
فخرج إليه منهم بمائة أو نحوها، فلقوه بمرحلة بني سعد وقد ضرب فسطاطه وهو قائل، فقلبوا عليه فسطاطه وشجوه وسبوه، فركب راحلته وعاد راحلا من حيث جاء، وقال لهم: ضربكم الله بالذل والفرقة وشتت أمركم بأسكم بينكم ولا أرضاكم بأمير أرضاه عنكم "
حدثني محمد بن موسى الحضرمي، قال: حدثني أحمد بن يحيى بن عميرة الجذامي، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: " انتزى محمد بن أبي حذيفة على الإمارة، فأمر على مصر وتابعه أهل مصر طرا إلا أن يكون عصابة، منهم: معاوية بن حديج، وبسر بن أبي أرطاة "
وحدثني ابن قديد، عن عبيد الله بن سعيد، عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن حبيب، قال: " وأقبل عبد الله بن سعد، حتى إذا بلغ جسر القلزم وجد به خيلا لابن أبي حذيفة، فمنعوه أن يدخل، فقال: ويلكم، دعوني أدخل على جندي فأعلمهم بما جئت به، فإني قد جئتهم بخير.
فأبوا أن يدعوه، فقال: والله لوددت أني دخلت عليهم فأعلمتهم بما جئت به ثم مت.
فانصرف إلى عسقلان وكره أن يرجع إلى عثمان، فقتل عثمان وهو بعسقلان ثم مات بها، وأجمع محمد بن أبي حذيفة على بعث جيش إلى عثمان "
صفحة ١٦