حدثنا الحسن بن محمد المديني، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثني الليث، عن عبد الكريم بن الحارث الحضرمي، أن ابن أبي حذيفة كان يكتب الكتب على ألسنة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يأخذ الرواحل فيضمرها، ثم يأخذ الرجال الذين يريد أن يبعث لذلك معهم فيجعلهم على ظهور البيوت، فيستقبلون بوجوههم الشمس لتلوحهم تلويح المسافر، ثم يأمرهم أن يخرجوا إلى طريق المدينة بمصر، ثم يرسلون رسلا يخبرون بهم الناس ليلقوهم، وقد أمرهم إذا لقيهم الناس، أن يقولوا: ليس عندنا خبر، الخبر في الكتب.
ثم يخرج محمد بن أبي حذيفة والناس كأنه يتلقى رسل أزواج النبي عليه السلام، فإذا لقوهم، قالوا: لا خبر عندنا عليكم بالمسجد.
فيقرأ عليهم كتب أزواج النبي، فيجتمع الناس في المسجد اجتماعا ليس فيه تقصير، ثم يقوم القارئ بالكتاب، فيقول: إنا لنشكو إلى الله وإليكم ما عمل في الإسلام وما صنع في الإسلام، فيقوم أولئك الشيوخ من نواحي المسجد بالبكاء، ثم يقول، ثم ينزل عن المنبر وينفر الناس بما قرئ عليهم.
فلما رأت ذلك شيعة عثمان اعتزلوا محمد بن أبي حذيفة وبارزوه، وهم معاوية بن حديج، وخارجة بن حذافة، وبسر بن أبي أرطاة، ومسلمة بن مخلد الأنصاري، وعمرو بن قحزم الخولاني، ومقسم بن بجرة، وسعد بن مالك الأزدي، وخالد بن ثابت الفهمي في جمع كثير ليس لهم من الذكر ما لهؤلاء، وبعثوا سلمة بن مخزمة التجيبي، ثم أحد بني زميلة إلى عثمان ليخبره بأمرهم وبصنيع ابن أبي حذيفة "
حدثنا العباس بن محمد، قال: حدثنا عمرو بن سواد، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، قال: سمعت سلمة بن مخزمة، قال: " لما انتزى ابن أبي حذيفة بمصر بخلع عثمان دعا الناس إلى أعطياتهم، قال: فأبيت أن آخذ منه.
صفحة ١٥