وذكر ابن لهيعة، والليث، وابن عفير أن عمرا سار من الفرما فلقيه الروم ببلبيس، فقاتلوه، فهزمهم ومضى حتى بلغ أم دنين، فقاتلوه بها قتالا شديدا، وكتب إلى عمر يستمده، ثم أتى إلى الحصن، فنزل عليه فحاصره، وأمير الحصن يومئذ المندقور الذي يقال له: الأعرج. . . . . . عليه من قبل المقوقس بن قرقب اليوناني، والمقوقس إذ ذاك في طاعة هرقل ثم قدم عليه الزبير بن العوام في المدد
حدثنا محمد بن زبان بن حبيب الحضرمي، قال: أخبرنا الحارث بن مسكين، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، أن عمرو بن العاص قدم مصر بثلاثة آلاف وخمسمائة ثلثهم غافق، ثم مد بالزبير بن العوام في اثني عشر ألفا
حدثنا عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثني أبي، عن الليث بن سعد، قال: أقام عمرو بن العاص محاصر الحصن إلى أن فتحه سبعة أشهر
وحدثني يحيى بن أبي معاوية التجيبي، قال: حدثني خلف بن ربيعة الحضرمي، عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: فتحت مصر في يوم الجمعة مستهل المحرم سنة عشرين
وحدثنا علي بن الحسن بن قديد، وأبو سلمة ، قالا: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: كان عدة الجيش الذي مع عمرو الذين افتتحوا مصر خمسة عشر ألفا وخمسمائة
وقال عبد الرحمن بن سعيد بن مقلاص كان الذين جرت سهامهم في الحصن من المسلمين اثني عشر ألفا وثلاث مائة بعد من أصيب منهم في الحصار بالقتل والموت، وقال سعيد بن عفير، عن أشياخه لما حاز المسلمون الحصن بما فيه: أجمع عمرو على المسير إلى الإسكندرية، فسار إليها في ربيع الأول سنة عشرين، وأمر بفسطاطه أن يقوض، فإذا بيمامة قد باضت في أعلاه، فقال: لقد تحرمت بجوارنا أقروا الفسطاط حتى تنقف وتطير فراخها، فأقروا الفسطاط، ووكل به أن لا يهاج حتى تستقل فراخها، فلذلك سميت الفسطاط فسطاطا.
صفحة ١٠