ولات مصر
محقق
محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي
الناشر
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان
رقم الإصدار
الأولى، 1424 هـ - 2003 م
وبلغ أحمد بن طولون ما فعله أبو أحمد، وإسحاق بن كنداج، فرجع إلى دمشق، وكتب إلى عامله يأمره بإحضار القضاة، والفقهاء، والأشراف، وكتب بخبر المعتمد وما فعل به، وورد كتابه إلى مصر فقرئ على أهلها، بأن أبا أحمد نكث بيعة المعتمد وأسره وحرش عليه في دار أحمد بن الخطيب، وأن المعتمد قد صار من ذلك إلى ما لا يجوز ذكره، وأن المعتمد يبكي بكاء شديدا، ثم خطب الخاطب بمصر يوم الجمعة، فذكر ما نيل من المعتمد، وزاد في خطبته: اللهم فاكفه من حصره ومن ظلمه، وخرج من مصر: بكار بن قتيبة، ومنهال بن حبيب، وإسحاق بن محمد بن معمر، وقيس بن حفص، وعبد الله بن بشير، وحوثرة بن عبد الرحمن، وسعيد بن سعدون، وفهد بن موسى، وعلي بن محمد بن عبد الحكم، وغيرهم إلى دمشق، وحضر أهل الشامات، والثغور، فلما اجتمعوا، أمر أحمد بن طولون خلع فيه أبا أحمد الموفق من ولاية العهد لمخالفة المعتمد، وحضره إياه، وكتب فيه: أن أبا أحمد خلع الطاعة وبريء من الدمة، فوجب جهاده على الأمة، وشهد على ذلك جميع من حضر إلا بكار بن قتيبة، ومحمد بن إبراهيم الإسكندراني، وفهد بن موسى.
وقال بكار: لم يصح عندي ما فعله أبو أحمد ولم أعلمه.
وامتنع من الشهادة والخلع، وكان ذلك يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة تسع وستين ومائتين.
قال قعدان بن عمرو :
طال الهدى بابن طولون الأمير كما ... يزهو به الدين عن دين وإسلام
قاد الجيوش من الفسطاط يقدمها ... منه على الهول ماض غير محجام
في جحفل للمنايا في مقانبه ... مكامن بين رايات وأعلام
يسمو به من بني سام غطارفة ... بيض وسود أسود من بني حام
لو أن روح بني كنداج معلقة ... بالمشتري لم يفته أو ببهرام
حاط الخلافة والدنيا خليفتنا ... بصارم من سيوف الله صمصام
يا أيها الناس هبوا ناصرين له ... مع الأمير بدهم الخيل في اللام
صفحة ١٦٩