وسطية أهل السنة بين الفرق
الناشر
دار الراية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٥هـ
سنة النشر
١٩٩٤م
تصانيف
ومنها: قوله ﷺ: "ويحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحالا لمبطلين وتأويل الجاهلين" ١.
ومعنى الغلو فيها: التشدد ومجاوزة الحد، كما ذكر ابن الأثير٢.
٢- الإفراط: وهو في اللغة:
التقدم ومجاوزة الحد في الأمر.
قال ابن فارس: ألفًا والراء والطاء: أصل صحيح يدل على إزالة شيء عن مكانه وتنحيته عنه، يقال: فرطت عنه ما كرهه؛ أي: نحيته.
ثم يقال: أفرط: إذا تجاوز الحد في الأمر. يقولون: إياك والفرط؛ أي: لا تجاوز القدر، وهذا هو القياس؛ لأنه إذا جاوز القدر قد أزال الشيء عن وجهته٣.
وقال الجوهري: وأفرط في الأمر، أي: جاوز فيه الحد٤.
وقال صاحب "لسان العرب": والإفراط: الإعجال والتقدم، وأفرط في الأمر: أسرف. والإفراط: الزيادة على ما أمرت٥.
٣- التفريط: وهو في اللغة:
التقصير وإزالة الشيء عن مكانه.
قال ابن فارس: وكذلك التفريط، وهو التقصير؛ لأنه إذا قصر فيه فقد
١ البغدادي، شرف أصحاب الحديث، ص ٢٨ ح ٥٢، "بتحقيق د. محمد سعيد خطيب أوغلي". ابن وضاح، البدع والنهي عنها ص٢، "بتحقيق محمد أحمد دهمان، دار البصائر"، قال القاسمي: وتعدد طرقه يقضي بحسنه كما جزم به العلائي، قواعد التحديث ص ٤٩. ٢ انظر: النهاية في غريب الحديث ٣/ ٣٨٢. ٣ انظر: معجم مقاييس اللغة ٤/ ٤٩٠. ٤ الصحاح ٣/ ١١٤٨. ٥ لسان العرب ٧/ ٣٦٩.
1 / 25