وسطية أهل السنة بين الفرق
الناشر
دار الراية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٥هـ
سنة النشر
١٩٩٤م
تصانيف
الغلو في استعمال الشرع:
ورد لفظ الغلو في موضعين من القرآن الكريم، وكلاهما بمعنى: مجاوزة الحد، وهو المعنى اللغوي للكلمة.
فالأول في سورة النساء في قوله ﷿: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾ ١.
والثاني في سورة المائدة في قوله ﵎: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ﴾ ٢.
أي: لا تجاوزوا الحد في إتباع الحق ولا تطروا من أمرتم بتعظيمه فتبالغوا فيه حتى تخرجوه عن حيز النبوة إلى مقام الألوهية، كما صنعتم في المسيح وهو نبي من الأنبياء فجعلتموه إلهًا من دون الله٣.
وفي السنة: ورد لفظ "الغلو" فيعدد من الأحاديث:
منها: حديث ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ غداة الغقبة وهو على ناقته "القط لي حصى"، فلقطت له سبع حصيات هن حصى الحذف فجعل ينفضهن في كفه ويقول: "أمثال هؤلاء فارموا"، ثم قال: "يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" ٤.
ومنها قوله ﷺ: "اقرءوا القرآن ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به، ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه" ٥.
_________
١ آية ١٧١.
٢ آية ٧٧.
٣ الحافظ ابن كثير، تفسير القرآن العظيم ٢/ ١٥١.
٤ جه: كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي، ٢/ ١٠٠٨، ح ٣٠٢٩.
وقال الشيخ الألباني: صحيح. انظر: صحيح ابن ماجه، له ٢/ ١٧٧، ج ٤٢٥٥.
٥ حم: ٣/ ٤٢٨، ٤٤.
1 / 24