============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد وتحود الشيخ عامر بن نسيم عن ميراث أبيه، وكان جملة كثيرة، وقد ذكرته ومدة معرفتنا به لم يكن عليه شيء غير سجادة مرقعة في وسطه، وسجادة على كتفه وطاقية على رأسه، ينام حيث حك إما مسجد أو على حائطط أو كيف ماكان، وكانت له حالات نذكرها في موضع تسميتهم إن شاء الله تعالى .
وأخبرني الرضي بن الأصمع قال: طلعت إلى جبل لبنان فوحدت فقيرا فقال لي: رأيت البارحة في المنام قائلا يقول: لله دوك يا بني طلحة ماجدا ترك الوزارة عامدا فتسلطنا لا تعجبوا من زاهده في زقده في دؤهم لما أصاب المغدنا قال فأصبحت فجئت إلى الشيخ لأجد السلطان الملك الأشرف على بابه، وهو يطلب الإذن عليه، فبقيت حتى خرج السلطان.
فدخلت عليه فعرفته بما قال الفقير فقال: إن صدقت رؤياه فأنا أموت إلى آحد عشر يوما، وكان كذلك.
وكان ابن طلحة وزيرا وتزهد وانقطع إلى الله تعالى وترك الوزارة، وأخبرني الشيخ عبد العزيز- رحمه الله تعالى- عن فقير قال: أخذ الشيخ عبد الله الماردايي بيدى وأدخلني في فندق وقال لأحد التحار من أصحابه: ائتتا بشيء نأكل وثمانين درهما فأحضر الجميع فأخذهم الشيخ وخرج، فلما بعدنا قال لئ خذ هؤلاء فقلت له: ما أفعل فإني تعريت وعورتي مستورة ولا سبيل إلى أخذ شيء حتى أحتاج إليه فقال لئ خذ هذا فهو كفن زوحتك ونحن نصلي عليها الصبح فكان كذلك، فانظر إلى هذا الزهد.
92 والتحريد يدخل في الزهد والتجريد عبارة عن تحرد الظاهر والباطن من المألوفات والمعلومات والعادات وخلع الثياب وقطع الأسباب ورفع الحجاب حتى يخلع النعلين ويرفض الكونين ويرفع حكم الكيف والأين، وقد ورد "تحفوا أحيانا واخشوشتوا(1لم (1) رواه اين حبان (286/12)، والبيهقي في الكبرى (14/10) بتحوه.
صفحة ٣٦