============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد والواجب على الرجل ستر عورته وهو ما بين سرته وركبته.
ومن تحرد ظاهره ولم يتجرد باطنه فذلك من التدليس، وأوصاف التلبيس وحبائل اللعين إبليس، وذلك من علامات النفاق وسوء الأخلاق؛ فإن من أظهر خلاف ما ابطن فهو منافق، فيعمل على تحريد باطنه من غير رثه تعالى.
طهارة التلب والاننس وليبدا بتطهير نفسه وقلبه؛ فيإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة، فكيف تتنزل الأسرار الإلهية والتجليات الربانية على تبوت قلب مشحون بصورة الشهوات النفسانية؟ وكلاب الصفات المعنوية ونحس القاذورات الدنيوية، قد رقد فيه أنواع أمثال صفات الشياطين والصورة الجامعة لصورة المارقين ، ونبح فيه الكلب الذي ينبح عنه كلاب الغاوين، واستحوذ عليه الشيطان، وآنساه ذكر الرحمن فنسأل الله تعالى الأمان والنحاة من العدو والشيطان، ويطهر قلوبنا من هذه الصفات حتى يبدل سيئاتنا بحسنات إنه أكرم الأكرمين.
وأعرف فقيرا قام به خاطر التجريد ورتما كان في وقت الظهيرة حين استواء الشمس وحدها فقصد التجريد والخروج عن عادته إذ كانت نفسه محبوسة بذلك، وهي حالة العسر على المبتدئين لا سيما من المتفقهة؛ لأهم يرون تعظيمهم بالصورة الظاهرة في ملبسهم؛ لأن فطام العادة أصعب من فطام الرضاعة، والعوائذ فطام على طرق التوبة يقطعون الطريق على كل سالك ما لم يعان بالتآييد- فنازعته نفسه في ذلك نزاع فقيه وقالت له آلست تعلم آن عبادة الله تعالى في السر آسلم للعابد من آفات الرياء والشهرة بالصلاح؟ قال: نعم، فقالت لا تغير زيك ولا تخلع ثيابك، واعبد أنت ربك كيف شئت، فقال لهاء يبقى عليك شيث وهو ألا يكون لك حظ في ملبس ولا مأكل ولا مشرب، ويستوى عندك الجوع والشبع والعري واللباس بعد ستر العورة
الشرعية، ولآن التزام التحريد يوجب لك الدوام بالشرط.
فقالت: قد استوى عندي ذلك كله من اللباس والعري ولو كانت خيشة او حلة مع ملازمة الباطن للعمل، ويستفيذ الصدق والستر ويتخلص من شبكة الرياء
صفحة ٣٧