============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد على الدوام، يتعلم العارفون منه المراقبة، والمراقبة تقتضي الملاحظة للحركات والسكنات والكلمات وعدد الأنفاس حتى أني أعرف من كان يعد كلماته التي يتكلم ها.
وبلغني عمن كان يعد أنفاسه، وبلغني عن الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد
الفشيري - رحمه الله تعالى - قال: ما تكلمث كلمة قط إلا وعلمث أتى أعرض على الله تعالى وأقولها بين يديه، وهي أدن أحوال المراقين.
والورع يستدعي الزهد لأنه إذا اشتبهت عليه الأمور تركها، فهو عبارة عن الترك، زهده. إذا تركه وقلاه، وقد ورد عن النبي أنه قال: "ازهد في الدنيا يحيك الله، وازهذ فيما في أيدي الناس يحبك الناس (1ل .
وهنا دقيقة وذلك أن الدنيا لما كانت مبغوضة لله تعالى فإنه ورد أن الله تعالى مذ خلق الدنيا ما نظر إليها، ولما تكلمث قال لها: اسكتي يا لا شيء.
فلما أبغض هذا الزاهذ ما أبغض الله تعالى أحبه الله تعالى، ولما ترك للناس ما أحبوه أحبه الناس، فانظر ذلك وفيه راحة القلب والبدن من أمر التكليف؛ فإن الرزق المقدر مضمؤن له كما ورد: "ديا داود أما زهذك في الدنيا فقد استعجلت لنفسك الراحة، وأما انقطاغك إلى فقد تعززت بي، فهل واليت لي وليا أو عاديت في عدؤا؟(2لم.
وهذه رتبه الحب في الله تعالى، والبغض في الله تعالى من وراء الزهد.
والزهد فيه أقوال منها قطع علائق الدنيا بالكلية ورفضها من النفس والقلب فإن تركها لما يناله في الآخرة فيكون قد تعوض باق عن فان، وهذا ليس بزهد، والزهذ أن يتركها لله تعالى كما قيل: (1) رواه ابن ماجه في سننه (1373/2)، والشهاب في مسنده (373/1)، وانظر تخريجنا له مطولا في كتاب *الدرر واللمع في بيان الصدق في الزهد والورع) لسيدنا القطب الشعراني، طبع دارة الكرز (2) رواه أبو نعيم في الحلية (84/10)، والطبراني في الأوسط (345/2)، والخطيب البغدادي في التاريخ (202/3)، وابن قدامة في المتحابين في الله (ص34).
صفحة ٣٤