عن وهب قال : أوحى الله تعالى إلى آدم : أنا الله ذو بكة ، أهلها خيرتي ، وزوارها وفدي وفي كنفي ، ( وفيها بيتي ) أعمره بأهل السماء وأهل الأرض ، يأتونه أفواجا شعثا غبرا ، يعجون بالتكبير عجيجا ، ويزجون بالتلبية زجيجا ، ويثجون بالبكاء ثجيجا ، فمن اعتمده لا يريد غيره فقد زارني ، وضافني ، ووفد إلي ، ونزل بي ، وحق لي أن أتحفه بكرامتي ، أجعل ذلك البيت وذكره وشرفه ومجده وسناءه لنبي من ولدك يقال له : إبراهيم ، أرفع له قواعده وأقضي على يديه عمارته ، وأنبط له سقايته ، وأريه حله وحرمه ، وأعلمه مشاعره ، ثم تعمره الأمم والقرون حتى ينتهي إلى نبي من ولدك يقال له : محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو خاتم النبيين ، أجعله من سكانه وولاته وحجابه وسقاته ، فمن سأل عني يومئذ فأنا مع الشعث الغبر الموفين بنذرهم المقبلين إلى ربهم .
عن ابن عباس : أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام : لولا محمد ما خلقت آدم ، ولقد خلقت العرش فاضطرب ، فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن . |
2 ( الباب الثاني | في ذكر الطينة التي خلق منها محمد صلى الله عليه
وسلم ) 2
عن كعب الأحبار قال : لما أراد الله تعالى أن يخلق محمدا صلى الله عليه وسلم أمر جبريل عليه السلام أن يأتيه فأتاه بالقبضة البيضاء التي هي موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعجنت بماء التسنيم ، ثم غمست في أنهار الجنة ، وطيف بها في السموات والأرض ، فعرفت الملائكة محمدا وفضله قبل أن تعرف آدم ، ثم كان نور محمد صلى الله عليه وسلم يرى في غرة جبهة آدم . وقيل له : يا آدم هذا سيد ولدك من الأنبياء والمرسلين . | فلما حملت حواء بشيت انتقل عن آدم إلى حواء ، وكانت تلد في كل بطن ولدين إلا شيتا ، فإنها ولدته وحده ، كرامة لمحمد صلى الله عليه وسلم . | ثم لم يزل ينتقل من طاهر إلى طاهر إلى أن ولد صلى الله عليه وسلم .
صفحة ٢٧