عن ابن عباس قال : قلت : يا رسول الله ، أين كنت وآدم في الجنة ؟ . | قال : ( كنت في صلبه ، وأهبط إلى الأرض وأنا في صلبه ، وركبت السفينة في صلب أبي نوح ، وقذفت في النار في صلب أبي إبراهيم ، لم يلتق لي أبوان قط على سفاح ، لم يزل ينقلني من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام النقية مهذبا لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما ، أخذ الله لي بالنبوة ميثاقي ، وفي التوراة بشر بي ، وفي الإنجيل شهر اسمي ، تشرق الأرض لوجهي والسماء لرؤيتي ) . | وقال العباس : يا رسول الله ، إني أريد أن أمتدحك . | فقال له : ( قل لا يفضض الله فاك ) . | فأنشأ يقول : | من قبلها طبت في الظلال وفي | مستودع حيث يخصف الورق | ثم هبطت البلاد لا بشر أنت | ولا مضغة ولا علق | بل نطفة تركب السفين وقد | ألجم نسرا وأهله الغرق | وردت نار الخليل مكتتما | تجول فيها ولست تحترق | تنقل من صلب إلى رحم | إذا مضى عالم بدا طبق | حتى احتوى بيتك المهيمن من | خندف علياء تحتها النطق | وأنت لما وردت أشرقت الأر | ض وضاءت بنورك الأفق | فنحن في ذاك الضياء وفي النو | ر وسبل الرشاد تخترق
صفحة ٢٨