ثانيا: من الوجهة الصحية فقد قرر حذاق الأطباء أن جريمة الزنا بأنواعها بلاء مبرم قد تسلط على الجمعية البشرية فأخرج بني البشر عن الحدود الطبيعية وفتك بوظائف أعضاء التناسل فتكا فظيعا أسقطها عن حدها الطبيعي وحمل الإنسان على أن يلقي بحياته المقدسة باختياره إلى التهلكة حيث قاده إلى صرف ماء حياته وإراقته بوسيلة خارجة عن حدوده وقواه الطبيعية , وقد تحدث بذلك أمراض خطيرة سارية منها: مرض الزهري (السرطان) وهو يكون من تأثير سم يقال له فيروس يدخل في جسم الإنسان من كثرة الاختلاط وهو في البداية يظهر على هيئة بقع أو قروح صغيرة على أعضاء التناسل ولا يلبث طويلا حتى يمتص ويجذب إلى داخل البدن فيحدث فيه النتائج الوخيمة التي وإن كانت لا تقتل الإنسان للحال إلا أنها من حيث تأثيرها في حياته وتغييرها أحوال الطبيعة البشرية منه وتخريبها لبنية الجسم ونزعها القوة فهي تضر كذلك بالجسم والحياة ضررا بليغا وتؤثر في المعيشة تأثيرا عظيما أما الأعراض التي تحدث عن الزهري وتعقبه فإنها تظهر في جلد الإنسان وفي غشائه المخاطي وجهازه العصبي وأعضائه الحسيه وفي عضلاته وعظامه وأعضائه الداخلية أيضا وقد تنشأ عن ذلك في المحلات المذكورة علل مختلفة تظهر في مدة معينة تباعا لا دفع واحدة ومنها التعقيبة وهي التهاب مجرى البول وتسري عدواه بكثرة الاختلاط ويكون أول حصولها بمس قيحها عضو الرجل التناسلي من عضو امرأة مبتلية بذلك.
أما أعراضها فهي احتراق في رأس الذكر وتآكله بعد بضعة أيام من الملامسة والتلقيح بسمها وظهور مائع أبيض في طرف مجرى البول والشعور بألم واحتراق عند خروجه وسير الالتهاب من رأس العضو إلى عمقه وعندما تصل الدرجة إلى الحدة يشتد الألم عند التبول ويحدث الانتشار في القضيب.
ومن شأن هذه العلة الالتهابية وصولها إلى آخر عمق المجرى وحصول الدرجة كثيرا وامتدادها إلى عنق المثانة وإلى المثانة أيضا والعياذ بالله.
صفحة ٦