أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة
الناشر
*
رقم الإصدار
١٤٢٠هـ
سنة النشر
١٤٢١هـ
تصانيف
ثالثًا: أن إيمان المؤمنين متفاوت.
بما سبق ذكره من الأدلة يتبين أن الإيمان شعب وأجزاء وأنه يزداد بالطاعة وينقص بالمعصية فبالتالي أهله فيه متفاوتون، منهم من هو في أعلى المقامات تصديقا ويقينا وعملا وهؤلاء هم الأنبياء ﵈، هم أعلى بني أدم إيمانا وخشية وتقى وعملا، قال ﷺ: "إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا".١ ثم من بعد النبيين ﵈ يأتي الصديقون ثم الأمثل فالأمثل من الأمة.
ومن الأدلة الدالة على تفاوت المؤمنين في الإيمان ما روى البخاري عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال، قال رسول الله ﷺ: "بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره، قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين".٢
وعن عائشة ﵁ قالت: قال رسول الله ﷺ: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا".٣
وعن عمرو بن شرحبيل عن النبي ﷺ قال: "إن عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه".٤
وقال ابن أبي مليكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب الرسول ﷺ كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل".٥
_________
١ صحيح البخاري مع الفتح ١/٨٩.
٢ صحيح البخاري ١/٧٤
٣ ابن أبي شيبة في الإيمان، ص:٨، وصححه الألباني.
٤ مشاشه هي رأس العظام كالمرفقين والكفين والكتفين، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان وصححه الألباني ص: ٣١
٥ البخاري ١/٨٧
1 / 49