تحفة الخلان في أحكام الأذان
محقق
محمود محمد صقر الكبش
الناشر
مكتب الشؤون الفنية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هجري
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
تحفة الخلان في أحكام الأذان
إبراهيم بن صالح الأحمدي الشامي الدمرداشي ت. 1149 هجريمحقق
محمود محمد صقر الكبش
الناشر
مكتب الشؤون الفنية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هجري
فيكونُ الَّذِي يهرُبُ مِنَ النِّداءِ ليسَ إبليسَ ولا كلَّ شيطانٍ، بل خَنْزَبٌ فَقَط؛ لأنَّهُ هو الَّذِي يرجِعُ يوسوسُ، إلاَّ أن يُقالُ: إذا رَفَعَ المؤذِّنُ صوتَهُ بالأذانِ هَرَبَ منهُ كلُّ شيطانٍ؛ خَنزَبٍ وغيرُهُ، فإذا فرَغَ مِن النِّداءِ، رجَعَ كلُّ شيطانٍ لما طُبع عليه مِنَ الإيذاءِ، فيرجِعُ خَنزبُ سريعاً للصَّلاةِ؛ يوسوسُ فيها، فإنَّ كلَّ عبادةٍ لها شيطانٌ موَكَّلٌ بفسادِها حسَداً مِن عندِ أنفسِهِم.
وقد أوضحْنا ذلكَ في نتيجةُ الزَّمانِ، معَ ذكرِ أدويةِ ذلكَ بما وفَّى المرادَ.
- التَّنبيهُ الثَّاني :
ظاهرُ قولِهِ: حثَى لا يَسمَعَ التَّأذينَ أنَّهُ يتعمَّدُ إخراجَ ذلكَ؛ إمَّا ليشتغِلَ بسماع الصَّوتِ الَّذِي يخرجُهُ عن سماع صوتٍ المؤذِّنِ، أو أنَّهُ يصنَعُ ذلكَ استخفافاً، كما يفعلُهُ السُّفهاءُ.
ويُحتملُ أن لا يَتَعَمَّدَ ذلكَ، بل يَحصُلُ لَهُ عندَ سماع الأذانِ شِدَّةُ خوفٍ؛ يحدُثُ لَهُ ذلكَ الصَّوتُ بسبِها.
ويُحتمَلُ أن يَتَعَمَّدَ؛ ليقابِلَ ما يناسبُ الصَّلاةَ مِن الطَّهارةِ بالحدَثِ.
واستُدِلَّ بِهِ أيضاً على استحبابِ رفع الصَّوتِ بالأذانِ؛ لأنَّ قولَهُ: حَتَّى لا يسمعَ فيها صوتَ المؤذِّنِ، ظاهرٌ في أنَّهُ يَتَعَمَّدُ
56