تحفة الخلان في أحكام الأذان
محقق
محمود محمد صقر الكبش
الناشر
مكتب الشؤون الفنية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هجري
عمليات البحث الأخيرة الخاصة بك ستظهر هنا
تحفة الخلان في أحكام الأذان
إبراهيم بن صالح الأحمدي الشامي الدمرداشي ت. 1149 هجريمحقق
محمود محمد صقر الكبش
الناشر
مكتب الشؤون الفنية
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هجري
وظاهرُ قولِهِ: ((ولا شيءٌ إلاَّ شَهِدَ لَهُ)) يَشمَلُ الحيوانَ والجمادَ، فهو مِن العامِّ بعدَ الخاصِّ.
وَيُؤَيِّدُهُ ما في روايةِ ابنِ خُزَيمَةَ: ((لا يَسْمَعُ صوتَهُ شجرٌ، ولا مدرٌ، ولا حجرٌ، ولا جنٌّ، ولا إنسٌ؛ إلاَّ شَهِدَ لَهُ يومَ القيامةِ))(١).
ولأبي داودَ والنَّسائيِّ مِن طريقِ يحيَى عن أبي هريرةَ رضى الله عنه بلفظ: ((المؤذِّنُ يُغفرُ لَهُ مدَّ صوتِهِ، ويشهَدُ لَهُ كلُّ رَطِبٍ ویابسٍ))(٢).
ونحوُهُ للنَّسائيِّ وغيرِهِ(٣) مِن حديثِ البَراءِ، وصحَّحَهُ ابنُ السُّنِّيِّ(٤).
فالمعنَى: أنَّهُ يستكمِلُ مغفرةَ اللهِ إِذا استَوْفَى وُسْعَهُ، فيرفَعُ الصَّوتَ فَيَبْلُغُ مِن المغفرةِ ما يَبْلُغُ الغايةَ مِن الصَّوتِ.
وقالَ بعضُهم: ((إنَّ العبارةَ واقعةٌ موقعَ التَّمثيلِ والتَّشبيهِ، والمرادُ: أنَّ المكانَ الَّذِي ينتهِي إليهِ صوتُهُ، لو قُدِّرَ أن يكونَ
(١) صحيح ابن خزيمة (١ / ٢٠٣).
(٢) أخرجَهُ أبو داود (١ / ١٤٢) برقم (٥١٥)، والنسائي (١ / ٥٠٢) برقم (١٦٠٩).
(٣) أخرجَهُ النسائي (١ / ٥٠٢) برقم (١٦١٠).
(٤) لم أقف عليه.
44