وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن السني وأبو نعيم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه.
قال ابن النفيس في الموجز في شرح مقاصد هذه الأحاديث والآثار: الأسباب الضرورية ستة.
أحدها الهواء المحيط وتضطر إليه لتعديل الروح بالاستنشاق وإخراج فضلاته ببرد النفس ما دام صافيا معتدلا لا يخالطه بخار أجام أو بطائح أو آسن الماء ونتن الجيف أو أبخرة مباقل ردية أو شجار خبيثة كالشوخط والتين أو غبار مترادف أو دخان كان حافظا للصحة محدثا لها وأن تغير حكمة، وتغيراته أما طبيعية وهي التغيرات الفضلية وكل فصل فإنه يورث الأمراض المناسبة له ويزيد المضارة، فإن الصيف يثير الصفراء ويوجب أمراضها كالحمى المحرقة والعطش والكرب.
والشتاء يورث الزكام والنزلة والسعال، ويكثر فيه البلغم وأمراضه. والخريف يكثر فيه الأمراض لتغير الهواء فيه من برد الليل والغدوات إلى حر الظهائر ولتقدم الصيف المخلخل للبدن المحلل للقوى المثير للصفراء المحرق للأخلاط ويكثر فيه السوداء ويقل الدم وكأنه كافل للصيف ببقايا أمراضه.
صفحة ٥٢