وقال خ: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم). وبوب عليه (باب إذا وقع الذباب في الإناء) وفي رواية ابن ماجه وأبي داود: (وإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء).
ونقل الخطابي أن بعض من لا خلاق له تكلم على هذا الحديث وقال: كيف يجتمع الداء والشفاء في جناحي ذبابة؟ وكيف يعلم حتى يقدم جناح الداء ويؤخر جناح الشفاء؟ قال: وهذا سؤال جاهل أو متجاهل، فإن الذي يجد نفسه ونفوس عامة الحيوان قد جمع فيها بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وهي كيفيات متضادة، ثم إن الله قد ألف بينها لجدير أن لا ينكر اجتماع الداء والدواء في جزءين من حيوان واحد، وإن الذي ألهم النحلة أن تتخذ البيت من الشمع وتعسل فيه، وألهم الذرة أن تتخذ قوتها لأوان حاجتها إليه هو الذي خلق الذبابة وجعل لها الهداية أن تؤخر جناحا وتقدم جناحا.
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد
قلت: وقد نقل الأطباء أن الذباب الذي يسمى الذراريح في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء.
ذهب: معتدل، فيه حرارة لطيفة تدخل في المفرحات، ويقوي القلب، وينفع الفم. وإمساكه في الفم يزيل البخر، ويكوى به فلا ينفط ويبرأ سريعا.
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن استعمال آنية الذهب والفضة، وجوز التداوي بهما.
صفحة ١٤٧