وتلك القصبة لاصقة بالعرق العظيم والعرق الكبير الآخر الذى يسمى باليونانية أورطى، فإن نفخ أحد فى قصبة الرئة، دخلت الريح إلى المواضع العميقة المجوفة التى فى الرئة، ولذلك ينتفخ وتنتفخ جميع الرئة، فإن فى الرئة ثقبا وأماكن مجوفة، خلقتها من غضروف. وأواخر تلك الثقب ضيقة حادة، فأما أصولها فواسعة. وتلك القصبة لاصقة بالقلب أيضا، كأنها مربوطة برباط خلقته من غضروف وعصب دقيق شبيه بالشعر. ويعلو ذلك كله شحم. والمكان الذى يكون [٢٣] فيه التزاق القصبة والرئة عضو متحكك. ومن الحيوان ما إذا نفخ فى رئة الحيوان العظيم الجثة فهو يستبين، لأن الريح تصل إلى الرئة.
فهذه حال قصبة الرئة. فهى معبر ومسيل ريح الشفتين إذا دخلت وإذا خرجت. وليس تقبل القصبة شيئا من الطعام ولا الشراب: لا يابسا، ولا رطبا، إن لم يقع فيها شىء بغتة. فإن عرض ذلك، سعل صاحبه سعالا متتابعا حتى يلقيه. فإن بقى منه شىء، كان علة خنق، أو موت، أو أمراض مزمنة ومهلكة.
〈المرىء〉
وأما المرىء — وهو الذى يسمى فم المعدة — فإنه موضوع خلف القصبة، لاصق بها. وابتداؤه من ناحية الفم العليا التى تلى أصل اللسان. وهو لاصق بالقصبة، كما وصفنا. وبينهما رباط من صفاق رقيق يضمهما. وهو آخذ إلى الحجاب الذى فى الجوف ومنه يأخذ إلى البطن. وخلقته من لحم يمكن أن يمتد ويتسع بالطول والعرض.
〈البطن〉
صفحة ٤٥