والأنف آلة جنس الشهيق، وبه يكون النفس، وهو مجاز العطاس إذا كثرت الريح فى الدماغ وخرجت بغتة. والعطاس — فيما يزعم كثير من الناس — علامة دليلة على قول يقال فى ذلك العين (!). وليس يمكن أن يكون التنفس ودخول الهواء إلى الجوف وخروجه منه إلا بالأنف، بقدر الواجب فى الخلقة. فأما التنفس الذى يكون بالفم فهو ما يكون من قبل ضرورة — وهو يشم — لأنه على خلاف الطباع. والأنف عضو جيد الحس والحركة، وليس هو مثل الأذن غير متحرك. والحجاب الذى فى وسطه مخلوق من غضروف. فأما مغائر المخاط والنفس فخالية. فأما أنف الفيل فإنه طويل قوى، وهو الذى يسميه العامة خرطوما. والفيل يستعمل ذلك الخرطوم مثل يد وبه يأخذ الطعام ويؤديه إلى فيه، وبه يؤدى شربه إلى فيه أيضا. وليس يفعل ذلك شىء من الحيوان غيره.
〈سائر أجزاء الرأس〉
وفيما يلى أنف الإنسان الوجنتان، وتحت الوجنتين الفك، وعليه يكون نبات شعر اللحية. وجميع الحيوان يحرك 〈الفك〉 الأسفل ما خلا التمساح [١٧] فإنه يحرك الفك الأعلى.
صفحة ٣٤