وتحت الأنف الشفتان، وهى مخلوقة من لحم جيد الحركة. فأما داخل الشفتين فهو يسمى الفم، ومنه ما يسمى حنكا؛ ومنه ما يسمى لسانا، وهو آلة حس كل مذوق، وإنما ذلك الحس فى طرفه، فأما ما عرض منه فإنه أقل حسا. واللسان يحس بجميع ما يحس سائر الجسد، أعنى الحار والبارد، والجاسى واللين؛ ويفعل ذلك بجميع أجزائه. وربما كان اللسان عريضا، وربما كان دقيقا ، وربما كان فيما بين العرض والدقة، وهو الذى يستحب أعنى الأوسط: فإنه أوفق لجودة الحركة وإيضاح الكلام وبيانه. وربما كان اللسان مرسلا، وربما كان فيه رباط وعقد، مثل ما يعرض لمن به لثغة أو غير ذلك من آفات اللسان. وإنما خلقة اللسان من لحم رخو. ومن أجزائه العضو الذى يكون على أصله، وأيضا من أجزاء الفم اللثة، وهى مخلوقة من لحم. وفى اللثة الأسنان. وفى الحنك العضو الذى يسمى طيطلة، أعنى اللهاة — وهو موضوع على عرق، وهو موافق للصوت. وربما كثرت رطوبته وانتفخ، فإذا عرض له ذلك يسمى عنبة، وربما خنق الإنسان. وأصل اللسان فى جوانب الحلق: اللوزتان.
صفحة ٣٥