ومن أجزاء الرأس: الأذن. وهى آلة السمع. وليست توافق شيئا من النفس: ولذلك نقول إن ألقيمون الشاعر كاذب، حيث زعم أن المعزى تتنفس بآذانها. والناحية السفلى من الأذن تسمى شحمة الأذن. وما كان من الناحية العليا مستديرة تسمى محارة. وتركيب الأذن من غضروف ولحم. فأما داخل الأذن فإنه ثقب ملتو شبيه بحلقة لولب، ومنتهاه من عظم فى الحلقة شبيه بالأذن 〈نفسها〉. والدوى وكل صوت ينتهى إليه، ومنه يرد إلى الدماغ. وليس للأذن منفذ إلى الدماغ، بل له منفذ إلى الحنك؛ ومن الدماغ يخرج [١٦] عرق ينتهى إلى الأذن اليمنى، وعرق آخر يخرج مثله وينتهى إلى الأذن اليسرى. وحركة الأذنين تكون على تلك العروق. وكل حيوان له أذنان يحركهما، ما خلا الإنسان فقط. وليس لبعض الحيوان الذى سمع أذن ألبتة، بل له ثقب ومعبر بين ظاهر يسمع به، مثل جميع الحيوان المنسوب إلى جنس الطائر والحيوان المفلس الجلد. فأما جميع الحيوان الذى يلد حيوانا فله أذن، ما خلا الذى يسمى باليونانية فوقى والدلفين. فأما الحيوان البحرى العظيم الجثة فله أذن ناتئة، وهو جيد السمع 〈والآذان توجد على نفس الخط الدائرى مثل العيون، لا فوقها، كما عند ذوات الأربع〉. ومن آذان الناس ما يكون كثير الشعر فى ناحية منها، ومنها ما ليس فيه شعر، ومنها ما فيه شعر يسير وهو دليل على سمع جيد. وربما كانت الآذان كبارا وربما كانت صغارا، وربما كانت فيما بين الكبير والصغير. وربما كانت ناتئة جدا، وربما كانت على خلاف ذلك، أو فيما بين الأمرين. والأوساط، من بين جميع الأنواع التى ذكرنا، دليل على خير. فأما إذا كانت الآذان ناتئة كبارا جدا فهى دليلة على حمق وخرق وكثرة كلام صاحبها. فأما الجزء الذى بين العينين والأذن فإنه يسمى صدغا.
〈الأنف〉
صفحة ٣٣