الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به

عبد الكريم الخضير ت. غير معلوم
28

الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به

الناشر

دار المسلم للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

إذا صح المشهور الاصطلاحي كانت له ميزة ترجحه على العزيز والغريب (^١)، هذا على مذهب الجمهور؛ أما الحنفية -وتقدم بيان المشهور عندهم- فقد اختلفوا فيه. فذهب أبو بكر الرازي منهم إلى أنه مثل المتواتر، فيثبت به العلم اليقيني، لكن بطريق الاستدلال، لا بطريق الضرورة. وذهب عيسى بن أبان (^٢) منهم إلى أنه يوجب علم طمأنينة، لا علم يقين، فكأنه دون المتواتر وفوق خبر الواحد حتى جازت به الزيادة على كتاب الله (^٣). النوع الثاني: العزيز: تعريفه: هو الحديث الذي لم يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند. سمي بذلك إما لقلة وجوده من قولهم: عز الشيء يعز، قل، فلا يكاد يوجد (^٤)، أو لكونه عز أي: قوي بمجيئه من طرق أخرى من قولهم: أعزه وعززه إذا قواه وشد أزره، وفي التنزيل: ﴿... فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ ...﴾ الآية (^٥). أي: قوينا وشددنا (^٦).

(^١) تيسير مصطلح الحديث للدكتور محمود الطحان ص ٢٤. (^٢) عيسى بن أبان بن صدقة القاضي أبو موسى، تفقه على محمد بن الحسن، وتفقه عليه أبو خازم القاضي. له كتاب في الحج، توفي سنة إحدى وعشرين ومائتين. انظر: الفوائد البهية ص ١٥١. (^٣) كشف الأسرار ٢/ ٣٦٨، مقدمة فتح الملهم ص ١٤ - ١٥. (^٤) انظر: القاموس المحيط وشرحه مادة "عزز". (^٥) الآية ١٤ من سورة يس. (^٦) القاموس المحيط مادة "عزز"، وانظر: بصائر ذوي التمييز ٤/ ٦١.

1 / 31