الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك

إبراهيم بن صالح الحندود ت. غير معلوم
63

الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك

الناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

السنة الثالثة والثلاثون

سنة النشر

العدد الحادي عشر بعد المائة - ١٤٢١هـ/٢٠٠١م

تصانيف

اختلف النحويون في مجئ الحال من المبتدأ؛ فظاهر كلام سيبويه أن صاحب الحال في نحو: "فيها قائمًا رجلٌ" هو المبتدأ. وصححَّه ابن مالك. وأكثر النحويين على منعه قائلين: إن صاحب الحال هو الضمير المستكن في الخبر بناءً على أنه لا يكون إلاَّ من الفاعل والمفعول١. قال ابن مالك: "وقول سيبويه هو الصحيح؛ لأن الحال خبرٌ في المعنى، فَجَعْلُه لأظهر الاسمين أولى من جعله لأغمضهما"٢. (وزعم أبو الحسن بن خروف أن الخبر إذا كان ظرفًا أو جارًا ومجرورًا لا ضمير فيه عند سيبويه، والفراء إلاَّ إذا تأخر، وأما إذا تقدم فلا ضمير فيه. واستدل على ذلك بأنه لو كان فيه ضمير إذا تقدم لجاز أن يؤكد، وأن يعطف عليه، وأن يبدل منه كما فعل ذلك مع التأخر) ٣. وإذا قيل: "زيد راكبًا صاحبك" لم يجز عند الجمهور إلاَّ على تقدير: إذا كان راكبًا٤. كما يظهر من كلام أبي القاسم الزجاجي في الجمل أن الابتداء يعمل في الحال؛ لأن العامل في الحال هو العامل في صاحب الحال ٥. ومذهب أبي العباس المبرد، وتبعه ابن السراج أنه لا يعمل في الحال إلا فعل مجرد أو شيء في معنى الفعل كاسم الإشارة في قولك: هذا زيد قائمًا؛ لأن المبتدأ هاهنا في معنى الفعل وهو التنبيه، كأنك قلت: انتبه له قائمًا.

١ انظر: شرح التسهيل ٢/٣٣٣، البسيط ١/٣١٥، ٥٢٨، الارتشاف ٢/٣٤٧، الهمع ٤/٢٣. ٢ شرح التسهيل ٢/٣٣٣. ٣ شرح التسهيل ٢/٣٣٣، وانظر: الارتشاف ٢/٣٤٧، والهمع ٤/٢٣. ٤ انظر: البسيط ١/٣١٥. ٥ انظر: الجمل ٣٦٣، ٣٦٤. وانظر كذلك ص٣٥.

1 / 452