المنهل الحديث في شرح الحديث
الناشر
دار المدار الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٢ م
تصانيف
كتاب الغسل
١٤ - عن أبي هريرة ﵁ أن النبي ﷺ لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب (قال فانخنست منه) فذهب فاغتسل ثم جاء فقال "أين كنت يا أبا هريرة؟ " قال كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة فقال "سبحان الله إن المسلم لا ينجس".
-[المعنى العام]-
كان من عادة رسول الله ﷺ إذا التقى بصحابي أن يمسح عليه، وأن يربت عليه بيده، وأن يصاحبه، فيجالسه، تلطفا وتأنيسا وتكرما وتوددا وفي يوم من الأيام، وفي بعض طرق المدينة وجد أبو هريرة نفسه مقابلا لرسول الله ﷺ في طريق واحد، وكان جنبا، فكره أن يتمسح به رسول الله ﷺ ويجالسه، وهو في هذه الحالة غير المستحبة فاستخفى، وتسلل إلى طريق آخر، وذهب إلى بيته فاغتسل، وعاد إلى رسول الله ﷺ كأن لم يحدث منه شيء.
كان ﷺ قد رآه، ينخنس ويتسلل ويتوارى في خفاء، فسأله: ماذا بك يا أبا هريرة؟ أين كنت؟ وأين ذهبت؟ وماذا فعلت؟ قال: يا رسول الله. لقيتني وأنا جنب، فكرهت أن أجالسك حتى أغتسل.
وكان أدبا حسنا من أبي هريرة أن يفعل ذلك، احتراما وتقديسا للنبي ﷺ وما كان يستحق على ذلك لوما أو تعجبا، لولا أن النبي ﷺ خشي أن يعتقد
1 / 67