92

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

سبحانه يُصَرّف هذه المواد بقلب حقائقها وإحالتها وإفنائها وإحداث شيء آخرٍ ومُغايرٍ للأول كما ذكر الشيخ. وأي علم عند هؤلاء وأي خير عندهم؟ إنهم ضالون مُصلون، والعلم أتى به نبينا من ربنا، وقد أدرك منه السلف الحظ الوافر فعلموا وعملوا وحماهم الله من هذيان المعطلة الدهرية. وسوف أنقل كلامًا لشيخ الإسلام أيضًا يوضح ما عليه أرباب هذه العلوم من الضلال، قال ﵀: فأهل الكلام أصل كلامهم في الجواهر والأعراض مبني على مخالفة الحسّ والعقل، فإنهم يقولون: إنا لا نشهد بل ولا نعلم في زماننا حدوث شيء من الأعيان القائمة بنفسها. بل كل ما نشهد حدوثه، بل كل ما حَدَث من قبل أن يخلق آدم إنما تحدث أعراض في الجواهر التي هي باقية لا تستحيل قط، بل تجتمع وتتفرق (هذا الذي يُقرّره أرباب العلوم الحديثة تمامًا إذْ أن التغير عندهم في المواد جواهرها وأعراضها إنما هو نتيجة الاجتماع للذرات والافتراق وأن الذرات باقية لا تستحيل كجواهر أولئك المزعومة غير أن الفرق بينهم اعترافهم بالخالق وبآدم وبأنهم ينتسبون للإسلام بخلاف هؤلاء الدهرية).

1 / 93