91

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

مكان النشر

الرياض

تصانيف

وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ). انتهى (١). وذكر ﵀ عنهم أنهم ينكرون أن الله يقلب جنسًا إلى جنس آخر، ويقولون: الجواهر كلها جنس واحد فإذا خلق النطفة إنسانًا لم يقلب عندهم جنسًا إلى جنس، بل نفس الجواهر هي باقية كما كانت. انتهى (٢). وهذا بعينه هو مذهب أهل الذرة. ثم قال مما يبين ضلال هؤلاء وأولئك: وخاصيّة الخلق إنما هي بقلب جنس إلى جنس وهذا لا يقدر عليه إلا الله كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) الآية. انتهى. وبما أن خاصيّة الخلق هي بقلب جنس إلى جنس فالذي يقوله أهل الذرة وأسلافهم أن التغيّر في الحدوث والحادثات هو بالاقتران والافتراق وما يسمونه: التركيب الذري، ولأنهم لا يعرفون سوى المادة معرفة تليق بكفرهم حيث أحالوا لها الإحداث بنفسها. أما الذين يقولون إن أصل المواد أربعة وهي الماء، والنار، والهواء، والتراب، فقد أحالوا إلى محسوس كذلك أثبتوا قدرة خالق تبهر العقول حيث أنه

(١) النبوات، (ص١٠٩). (٢) النبوات، (ص١١٠).

1 / 92