النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح
الناشر
دار سحنون للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
دار السلام للطباعة والنشر
تصانيف
باب ما جاء في عذاب القبر
فيه حديث عائشة ﵂ [٢: ١٢٣، ٣]:
(أن يهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول الله ﷺ عن عذاب القبر، فقال: «نعم، عذاب القبر حق»، قالت عائشة ﵂: فما رأيت رسول الله ﷺ بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر).
ليس المراد أن النبي ﷺ تذكر أمر عذاب القبر من كلام اليهودية، فصار يستعيذ منه بعد ذلك، فأن صدر كلام عائشة اقتضى أن الخوض في أمر عذاب القبر كان سابقًا، وهو سبب دعاء اليهودية لها بالعياذ منه.
وإنما معناه: أن عائشة لم تكن تلاحظ استعاذة رسول الله ﷺ منه في دعائه؛ لأنها كانت ذاهلة عن أمره، والغافل قلما توجهت نفسه إلى الأمر المغفول عنه، فلما انتبهت إلهي صارت تشعر بدعاء رسول الله ﷺ بالعياذ منه. إلا ترى أنك إذا عرفت إنسانًا لم تكن تعرفه صار يكثر أن تراه متعرضًا لك في الطريق، لا لأنه صار يتعرض في الطريق ولكنك كنت تعترضه فلا تشعر به.
* * *
باب ما قيل في أولاد المسلمين
فيه حديث البراء ﵁[٢: ١٢٥، ٨]:
(قال: لما توفي إبراهيم ﵇ قال رسول الله ﷺ: «إن له مرضعًا في الجنة»).
لأن إبراهيم ابن النبي ﷺ توفي صغيرًا، هو رضيع، وإرضاعه في الجنة تقريب لتدريج ورحمه في مدارج الكمال التي كانت تبلغها في الحياة الدنيا لو عاش صاحبها المدة التي تتكامل فيها شمائل أهل الكمال.
ذلك أن الله جعل مرور الأرواح في الأجساد على الحياة الدنيا وسيلة لاكتساب الفضائل أو الرذائل، كما بيَّن «في حكمة الإشراق»، وقد تفضل الله.
* * *
1 / 35