الحد الأقصى لكل فلسفة عملية
جميع بني الإنسان يتصورون أنفسهم أحرارا في إرادتهم. من هنا تأتي جميع الأحكام على الأفعال «كما كان ينبغي لها أن تحدث»، حتى لو لم «تحدث» على هذا النحو. ومع ذلك فليست هذه الحرية تصورا مستمدا من التجربة، ولا يمكنها أن تكون كذلك؛ لأن هذا التصور يبقى دائما على ما هو عليه، في حين أن التجربة تبين عكس تلك المطالب التي تتمثل في افتراض الحرية على أنها مطالب ضرورية. من ناحية نجد بالمثل أن من الضروري لكل ما يحدث أن يتحدد حتما وفقا لقوانين الطبيعة،
21
وأن هذه الضرورة الطبيعية ليست كذلك تصورا مستمدا من التجربة، ومرجع هذا في الحقيقة إلى أنه تصور ينطوي على تصور الضرورة، وبالتالي على تصور معرفة قبلية.
22
ولكن تصور الطبيعة هذا
23
تؤيده التجربة ولا مفر من افتراضه إذا قدر للتجربة؛ أي للمعرفة المتناسقة بموضوعات الحواس حسب قوانين كلية، أن تصبح أمرا ممكنا.
24
من أجل ذلك كانت الحرية فكرة من أفكار العقل يحيط الشك بحقيقتها الموضوعية في ذاتها،
صفحة غير معروفة