فصل: في [ معنى ] البداء قال أبو جعفر - رحمه الله -: اعتقادنا في البداء، إلى آخره (1 و2 و3). قال أبو عبد الله: قول الامامية في البداء طريقه السمع دون العقل، وقد (4) جاءت الاخبار به عن أئمة الهدى - عليهم السلام - والاصل في البداء هو الظهور قال الله تعالى: (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) (5) يعني به: ظهر لهم من أفعال الله تعالى بهم ما لم يكن في حسبانهم وتقديرهم، وقال: (وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم) (6) يعني: ظهر لهم جزاء كسبهم وبان لهم ذلك، وتقول العرب: قد بدا لفلان عمل حسن، وبدا له كلام فصيح، كما يقولون: بدا من فلان كذا، فيجعلون اللام قائمة مقامه (7)، فالمعنى في قول الامامية بدا لله في كذا - أي: ظهر له فيه ومعنى ظهر فيه - أي ظهر منه، وليس المراد منه (8) تعقب الرأي ووضوح أمر كان قد خفي عنه وجميع أفعاله تعالى الظاهرة في خلقه
---
(1) الاعتقادات ص 40. (2) عنه في البحار 4: 125. (3) انظر كتاب أوائل المقالات ص 53 طبع 1371 چ. (4) (ق): فقد. (5) الزمر: 47. (6) الزمر: 48. (7) (ق) زيادة: مقام من نائبة عنها. (8) (ق): به.
--- [ 66 ]
صفحة ٦٥